وفاة زعيم عربي من هو، إن مصير الكون بأكمله الفناء، فكل ما عليها فان، و لن يبقى سوى وجهه الكريم، لقد خلقنا لفترة محدودة سواء طالت أو قلت، و هذا أمر يخضع له جميع الكائنات الحية، و لكن هناك قادة و زعماء تشكل وفاتهم فارقا في حياة و مستقبل بلادهم، و منهم العديد من الزعماء العرب مثل السيد محمد علي الإدريسي و هو أمير تهامة و عسير، و محمد عبد العزيز زعيم الجبهة، و غيرهم العديد .
وفاة محمد علي الإدريسي
إن السيد محمد الإدريسي كان أمير كلا من عسير وتهامة في اليمن السفلي، و قد امتاز بين أبناء عشيرته بمزايا عظيمة كالسخاء والكرم والشجاعة والحزم والإقدام والذكاء، فقد أسس مملكة مستقلة في أقدم دولة عربية و إسلامية و هي اليمن، و تعد أقوى دولة عسكريا ، و تميز بكونه طالب عالم بالأزهر، فكان نير العقل و مستقل التفكير، و كان على مذهب السلف بعقيدته، حتى أنه هدم قبة بنيت على قبر جده و اعترف بأنها بدعة مخالفة للعقيدة الإسلامية.
وفاة محمد عبد العزيز
إن الزعيم محمد عبد العزيز هو زعيم الجبهة، الذي قاد معركة الإستقلال لمنطقة الصحراء الغربية، بعد عقود من النضال توفي إلى رحمة الله عن عمر 68 عاما، نتيجة إصابته بمرض العضال الذي كان يعاني منه منذ فترة طويلة، و قد نعته الأمانة الوطنية في جبهة البوليساريو، وقامت بتحديد 40 يوما حداداً على روحه، و كان قد قاد الجبهة الشعبية لتحرير وادي الذهب و تحرير الساقية الحمراء، و قد أصبحت الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية تندرج تحت قيادته لتصبح عضوة بمنظمة الوحدة الأفريقية بعام 1985م، مما دفع بالمغرب للإنسحاب من المنظمة، وقد تمكن من نيل الإعتراف مما يزيد عن 70 دولة بالإعتراف بجمهوريتها، و تمكن من تثبيت أقدامها .
لقد رحل الكثيرون عن عالمنا و لكن المميزون فقط هم من نتذكرهم و ندعو لهم بالرحمة و المغفرة، فالزعماء و الحكماء كثيرون و لكن وحدهم من ثابروا لأجل بلادهم و من جاهدوا لوصول مجتمعهم لأفضل حال، و عملوا بكل طاقاتهم للرقي ببلادهم دون النظر للمصالح الشخصية أو بذخ الحياة هم من يستحقون أن نذكرهم و نبجل دورهم الكريم لما بذلوه من تضحيات ستبقى ذكراها خالدة في التاريخ .